Monday, September 15, 2003

معادلة ذات طرفين

من المؤكد ان استقرار الامن في اي مكان هو شرط ضروري لسير الحياة بشكل طبيعي.. وليس العراق استثناء من ذلك. ولكن.. هل هناك معيار يمكن الاستناد اليه في تقييم مستوى الامن؟
قد تكون الهجمات ضد قوات التحالف، وعمليات التفجير لمقرات المنظمات العالمية والمشآت المدنية الاخرى، بل الهجمات ضد قوات الشرطة العراقية وبعض الرموز الوطنية، قد يكون كل ذلك اشارة الى مستوى منخفض من الامن. ولكن.. اليس هناك تفجيرات في اماكن اخرى من العالم، منها النامية ومنها المتقدمة؟ اليس بعض هذه الهجمات يحدث في بلدان تملك جيوشا وقوات شرطة وتقنية عالية في كشف وتتبع العمليات الارهابية؟ فهل قال احد انها بلدان خطرة؟
استطيع القول ان المستوى الامني جيد في العراق قياسا بالامكانيات المتاحة حاليا لقوات حفظ الامن، بل وحتى قياسا الى ما يمكن ان يكون عليه بلد انهار نظامه الامني فجأة.. وذلك تعبير دقيق عن طبيعة العراقيين، فهم شعب طيب مسالم يحب الخير، ابتليَ بزمرة فاسدة جثمت على صدره واستطاعت بجهد كبير كسب ثلة من الانصار هم بالذات من يقلق امن هذا البلد ويعيق تقدمه.
وعلى هذا فان احتجاج البعض بان العراق غير آمن، وبالتالي فانه غير مناسب للاستثمار، غير مَبن ٍ على اساس.. بل اننا نرى العكس، حيث ان قدوم الاستثمارات الاجنبية سيعمل على ايجاد حل لمشكلة البطالة والمساهمة في توفير الخدمات الاساسية واعادة تأهيل البنية التحتية، جنبا الى جنب مع انشاء المشاريع الجديدة التي ستؤدي الى الازدهار الاقتصادي والثقافي.. وهذا كله سيمتص النقمة الناجمة عن البطالة وقلة الخدمات التي قد تدفع البعض الى سلوك طريق غريب عن تربية العائلة العراقية.. وكل ذلك يصب في تحقيق الاستقرار والامن للعراق. فهي اذن معادلة بين طرفين: الامن والاعمار.. وان تحقيق ايا منها سيحقق الاخرى بالتأكيد.