Monday, October 27, 2003

شارع الموكب

درج النظام المقبور على اطلاق تسميات تمجد شخص (القائد) على الاحياء السكنية والمدن والجسور والمستشفيات والمدارس..الخ. ولم يكن هناك من اثر لرغبة الشعب من سكنة هذه الاحياء او المدن في اختيار الاسم الذي يرتضون.
واليوم بعد ان ذهب هذا النظام المستبد الى غير رجعة بدأ الناس يختارون اسماء يطلقونها على احيائهم ومدنهم ومدارسهم، حسب رغبتهم كما يبدو في الظاهر. ولكننا نجد ان اطلاق المسميات اتخذ منحا موحدا، وان كان مناقضا للسابق. وليس من ذكر للاحداث العظيمة التي صنعت حضارة الشعب العراقي.. ولا للاسماء التي تزرع الامل في المستقبل.
من ناحية اخرى فان الرموز الدينية العظيمة لم تغب عن مسميات النظام السابق، فهناك شارع الامام علي وحي الحسين على سبيل المثال.. والكل يعلم انها محاولات لاستمالة الرأي العام واقناعه بان النظام يهتم لامرهم وعقائدهم دون ان يفعل شيئا على ارض الواقع يثبت ذلك.
فهل سنتتبع خطى نظام صدام المقبور ونتخذ من التسميات دليلا على العمل؟ ان شر ما يمكن ان يفعله المرء هو الانتقال من تطرف الى تطرف مناقض، والفضيلة دوما في الاعتدال.
وبهذه المناسبة فانني اقترح وسيلة لاطلاق التمسية.. بالنقاش عبر وسائل الاعلام، ومنها (عشتار). وسأفتتح ذلك باقتراح اسم (شارع الموكب) على ما كان يسمى (شارع علي عجام) في مركز مدينة الحلة. ولا يخفى ماكان من اهمية شارع الموكب في الحضارة البابلية والطقوس التي كانت تقام سنويا والتي شدت انتباه العالم القديم اليها وكشفت عن حضارة ساهمت في صنع التاريخ الانساني.

Monday, October 20, 2003

حدود وحدود

كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن مراقبة الحدود مع الدول المجاورة، خصوصا بعد الهجمات الانتحارية المتكررة التي استهدفت بالدرجة الاولى المواطنين الابرياء.. والحق ان حماية حدود العراق يجب ان يكون من اولويات سلطات التحالف ومجلس الحكم، وربما كان اول واجبات الجيش الجديد.
ولكني اتساءل لماذا لا تسعى الدول المجاورة الى حماية حدودها مع العراق، اذا كانت تهتم فعلا بمصلحة الشعب العراقي؟ خاصة وان هذه الدول تملك جيوشا منظمة وادارات مركزية واجهزة استخبارات؟ بيد ان الكل يعلم ان الحدود التي يجب مراقبتها هي الحدود مع ايران المسلمة، وسوريا العربية المسلمة.. اي ان الروابط العرقية والدينية بينهما وبين الشعب العراقي تتجذر عمقا في التاريخ.
ومن ناحية اخرى فاننا لا نخشى من تسلل عبر الحدود الكويتية، تلك الدولة الصغيرة التي اراد التهامها صدام، والتي اثبتت انها الوحيدة التي تقف الى جانب العراقيين بتقديمها الدعم غير المحدود لعملية تحرير العراق.. ولا من تركيا التي قدمت هي الاخرى بعض التسهيلات.
كما اننا لا نخشى من التسلل عبر الحدود السعودية التي اعلنت قبل ايام اعتقالها اربعة من مواطنيها لمحاولتهم التسلل الى العراق.. او الاردن الذي تعوّد خشية العراقيين قبل الخشية عليهم.
ان الارهاب سلاح ذو حدين، ومن يرعاه فسرعان ما سينقلب عليه، لانه مجرد عن المباديء والاهداف السامية، فهو ليس نضالا ولا جهادا.. وان من يدفع لهذه الاعمال تاجر يتلهى بصرف امواله على الموبقات دون اكتراث، وعليه في النهاية مواجهة الخسارة اليوم.. ومساءلة التاريخ غدا، والحساب الالهي اخر الامر.. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.