Monday, January 26, 2004

قانون الانتخابات

تدور في هذه الايام نقاشات ساخنة حول امكانية اجراء انتخابات للمجلس التشريعي الذي ستنبثق عنه الحكومة المؤقتة التي ستتسلم مقاليد الامور في نهاية حزيران المقبل، كما تقضي خطة مجلس الحكم.
ففي حين يصر البعض على صعوبة او استحالة اجراء مثل هذه الانتخابات، يحتج المعارضون بانها ممكنة جدا، اعتمادا على معلومات تعداد 1997 والبطاقة التموينية. والحق ان كلا الطرفين لديه حجة مقنعة.
ولاشك ان فكرة اجراء انتخابات هي في تصميم التوجه الديمقراطي المؤمل للعراق الجديد، والدعوة اليها هي احد الخطوات المهمة على طريق بناء ديمقراطية تكون (مثالا لدول الجوار). ولكن هناك قواعد للديمقراطية تمنع العبثية والفوضوية، وتضع ضمانات ديمومة واستمرارية النظام الديمقراطي. ومن اهم هذه القواعد سيادة القانون، الذي يشتمل ايضا على قانون الانتخابات نفسها. فاذا اردنا ان ندعو الى انتخابات، فما هي القواعد والقوانين الواجب اتخاذها؟ ما هو العمر المسموح به للناخب والمرشح؟ ماهي شروط الترشيح؟ ما هو دور المرأة؟ ما هو موقف البعثيين السابقين؟ من يشرف على مراكز الانتخاب؟ من يحميها؟ من يفرز الاصوات؟ واسئلة اخرى كثيرة.
ان الجواب على بعض هذه الاسئلة قد يكون بالاعتماد على القوانين السابقة بعد تنقيحها، ولكن سؤال اخر سيطرح حالا: من ينقح هذه اللوائح؟ كما ان الاعتماد على بعض شرائح المجتمع العراقي لن يحمل الشرعية الكافية، بل يجب اشراك جميع الشرائح في هذه العملية. ان خطة مجلس الحكم قد لا تكون الامثل، لكنها على الاقل تضمن ان من يكتب الدستور سيكون منتخبا وليس معينا او منتدبا، وبالتالي فان الشرعية ستأتي تدريجيا وليس دفعة واحدة.. ولكنها ستحل في النهاية.

Wednesday, January 14, 2004

المرأة قائدا

في مناطق كثيرة من العالم حصلت المرأة على حقوق واسعة، واصبحت شريكا للرجل في كل ميادين الحياة تقريبا. واستطاعت ان تتولى مسؤوليات مهمة كالسفارات والوزارات بل والرئاسة ايضا. ولكن تولي المناصب المهمة بقي في الاغلب الاعم محصورا على الرجال، وكانت المرأة استثناء ومثالا ليس الا. وذلك لا يعود الى عدم قدرة المرأة على القيادة كما قد يحاجج البعض، بل لانها هي غير مهتمة بالامر.
وفي المجتمعات الشرقية كانت هناك منذ بداية القرن الماضي دعوات كثيرة لتحرير المرأة.. وان كان بعضها لا يتعدى الدعوة الى رفع الحجاب عن الوجه (البوشيه)، والمساواة في التعليم، وما شاكل ذلك. بينما كان تولي المناصب الرسمية ومنها القضاء امرا مستنكرا حينا ومدعاة للدهشة احيانا أخرى. فاذا كانت المرأة الغربية والتي تتمتع بالحرية والشخصية المستقلة، والتي تجد نفسها ندا مساويا للرجل بكل ثقة، اذا كانت هذه المرأة غير مهتمة بالحياة السياسية، فما هو حال المرأة الشرقية والعربية تحديدا؟
غير اننا لا يجب ان ننتظر حتى تصبح نصف الوزارات والبرلمانات الغربية من النساء حتى نبدأ بالتفكير في شيء مماثل لنسائنا.. فان وجود المرأة على الساحة السياسية ضروري ليس من اجل قضايا المرأة فقط، وانما لانها لا تقل شأنا عن الرجل ولها كل الحق في ابداء الرأي، علاوة على كونها العنصر الاقل تعصبا والاكثر صبرا.. وهما العاملان الاساسيان في تجنب الحروب واشاعة الاستقرار والرفاهية.. فهل سيأتي يوم نجد محافظ بابل مثلا، اماً سهرت على تربية ابنائها حتى عرفت باي ثمن يكبر الاولاد؟ عسى ان يكون قريبا..