Monday, February 16, 2004

مظاهرات

لعل من ابرز الامور التي حدثت بعد سقوط نظام صدام، الحرية في التعبير عن الرأي التي تمثلت بالمظاهرات والمسيرات، حيث اصبحت جزءا من الحياة السياسية ومنفذا مهما للتعبير عن اراء وتوجهات الفئات والتجمعات الاجتماعية والسياسية.
ففي اماكن عددية من العراق تجري بشكل يومي مظاهرات تتراوح بين استنكار فعل او المطالبة بحقوق معينة او ربما تأييد مسؤولين حكوميين. وهذه في حد ذاتها ظاهرة صحية يجب ان ينظر اليها اولا من منظار الحرية التي هي ابرز سمات المجتمع العراقي اليوم. واذا كانت بعض المظاهرات قد شابتها للاسف بعض الحوادث غير المقبولة فهذا لا يعني باي حال انها غير صحيحة كمفهوم، ولكن علينا ان ننتقد تلك الممارسات الخاطئة بشكل تحليلي لا يلغي الهدف الاساسي.
ومن ناحية اخرى فان العديد من المواطنين يشتكي ان لا فائدة من المظاهرات طالما انها لا تجد اذانا صاغية سواء من قوات التحالف او من المسؤولين. وهذا غير صحيح، ذلك ان المظاهرة تشكل ضغطا كبيرا على كل من هذين، ولكن لكي تكون ذات فائدة مباشرة، على القائمين بها ان يقدموا مقترحات لحل المشاكل التي ادت الى خروج المظاهرة.
وهنا نود الاشارة الى فكرة مهمة: لكي تكون لدينا استفادة حقيقة من الديمقراطية علينا ان نراعي شروطها.. ومن اهمها احترام حقوق الغير في التعبير عن الرأي. لقد قال الرئيس الامريكي جورج بوش حينما سئل عن المظاهرات التي وصفت بـ(المليونية) والتي خرجت في انحاء عديدة من العالم مطالبة بعدم شن الحرب على نظام صدام، قال: ليس من حق اي مظاهرة مهما بلغ عددها ان تدعي انها تمثل الاغلبية.. ومضى قدما الى الحرب، وحدث تحرير العراق، وسكتت هذه المظاهرات. ترى ماذا سيكون الحال اليوم لو ان بوش اصغى الى تلك المظاهرات؟