Monday, September 08, 2003

حي على الجهاد

لاشك ان حادث الاعتداء الاثم على سماحة اية الله محمد باقر الحكيم قد شكل صدمة كبرى، ليس للعراقيين وحدهم، بل للعرب والمسلمين والعالم اجمع. ذلك ان الفاجعة وقعت في مكان وزمان مقدسين واستهدفت شخصية دينية وسياسية وصفها الكثيرون بـ(المعتدلة).
وليس ادعى من هذا الاعتداء على التساؤل عن مدى نجاعة الاحتياطات الامنية، سواء ما يتعلق بكبار الشخصيات او المنشآت الحساسة، وحتى المواطنون العاديون.. هذا التساؤل الذي سبق وان طرح عقب تفجيرات السفارة الاردنية ومبنى الامم المتحدة في بغداد.. فهل اصبح العراق مسرحا للفعاليات الاجرامية، وهل سيُجر البلد الى حرب اهلية؟
اما الحرب الاهلية فلا، لان شرطها الرئيس غير متوفر، ولا نعتقد توفره في قابل الايام. وذلك الشرط هو الاختلاف العرقي او المذهبي الذي اذهب رشده التعصب الاعمى.. فالعراقيون كانوا ولازالوا وسيبقون الى ما شاء الله، شعب يحتكم الى العقل، ويجنح الى السلم.. ولم تشكل اختلافاتهم المذهبية او العرقية الا سمة للتكامل وتجسيدا لوحدة وطنية حريّ ان يُتثمل بها.
واما الاحتياطات الامنية فعليها ان تأخذ درسا بليغا من هذه الوقائع الاليمة.. فقد قالوا قديما (ماحكّ جلدك مثل ظفرك).. فاذا اراد العراقيون ان ينعموا بالامن فعليهم ايجاده بانفسهم، وليس بالقاء التعبات على اية جهة، مهما بلغت قوتها. فلسنا نعلم في اي وقت سيتخلى عنا من نطلب حمايته -وذلك واقع لامحالة- وعندها لن نجد حماية من غريب او قريب. علينا ان نثق في شرطتنا الوطنية، ونشجعها، ونساعدها.. وربما ادعو الى التطوع للعمل معها واصف هذا العمل بالجهاد.. واي جهاد خير من حماية ارواح واموال وامن المسلمين.. ذلك الجهاد الذي سيفضي بالعراقيين الى املهم المنشود.. الحرية.