Monday, December 08, 2003

ارهاب وترهيب

من الطبيعي ان يكون هناك من يصف اعمال العنف ضد القوات الامريكية بالمقاومة.. فليس من المتوقع ان يوافق الجميع على المتغيرات السياسية التي تحدث على الساحة.
ومن الطبيعي ايضا ان توصف هذه الاعمال بالارهاب كونها موجهة في احيان كثيرة ضد العراقيين انفسهم، او لانها ليست ذات دلالات عملية يمكن ان تؤدي في نهاية الامر الى انهاء الاحتلال. ولقد كان مصطلح (الارهاب) على الدوام يحمل معان مقيتة تعبر في ذاتها عن استنكار شديد للافعال التي تندرج تحت هذه المسميات.
ولكن الغريب ان ينبري بعضهم الى ايجاد معنى مختلف للفظ (الارهاب) باستخدام شواهد قرآنية، ويستنتج ان (الارهاب) في حد ذاته ليس سيئا!! وانه حتى تحت هذه الاسم هو احد الدعامات الرئيسية لقوة الاسلام!!
والاية التي يحتج بها هي قوله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..) فقد استعمل الباري عز وجل لفظ (ترهبون) بما يدل على حسنه. ولكن فات صاحبنا ان الارهاب غير الترهيب.. فالاول فعل يقوم به شخص او اشخاص لحمل الاخرين على قبول فكرتهم بالقوة.. بينما يدل الثاني على افعال تقوم بها كيانات او دول لمنع الاغارة عليها او الطمع بها. والفرق بين الاثنين واضح رغم وجود معنى استعمال القوة ضمنيا في المصطلحين.. فالاستعداد للدفاع امر ضروري، بينما ليس هناك مبرر لاستخدام العنف ضد من نختلف معهم.
ان محاولة ايجاد معان تجميلية لمصطلح (الارهاب) هو تسويف للحقائق يقصد منه الايهام بان مصطلحي (الارهاب) و(المقاومة) لهما مدلول واحد.. وطالما كانت المقاومة -بالتعريف- جائزة.. فلا بأس اذن بالارهاب!