Monday, November 10, 2003

يوم التفجير!!

اعتبارا من منتصف نهار احد ايام شهر اب عام 1998 وحتى حلول المساء، خلت الشوارع في معظم المدن العراقية من المارة والسيارات، واغلقت المحال التجارية ابوابها، وبدت هذه المدن كأنها مدن اشباح.. والسبب كان (كسوف الشمس). بينما كانت تقام -في نفس الوقت- احتفالات في اماكن اخرى من العالم لهذا الحدث الذي قد لا يتكرر في حياة المرء.
ولكن السبب الحقيقي في الرعب الذي اصاب الناس ودفعهم الى ملازمة دورهم كان الاشاعات الموجهة التي بثت بشكل منظم ومتعمد واقنعت اغلب الناس ان مجرد النظر الى قرص الشمس اثناء الكسوف يؤدي الى العمى.. ولا احد يتحدث عن الوقاية من الرؤية المباشرة بالنظارات الخاصة او الواح التصوير السالبة او غيرها من الوسائل التي تحمي العين وتسمح بالتمتع بمشاهدة آية كونية فريدة.
والذي دفعني اليوم لتذكر هذه الحادثة، تلك الاشاعة التي راجت قبل ايام حول (يوم التفجير) او (يوم المقاومة) والتي تجد كل شخص يتحدث عنها وكأنها امر محتوم، بل تناقلته القنوات الفضائيات العربية بصيغة الخبر المؤكد، دون الالتفات الى حقيقة بسيطة.. ان من يريد تنفيذ عملية ما فان اول ما يرغب فيه هو مفاجأة الهدف.. وليس تنبيهه!!
نعم ان الاشاعة كانت سلاحا بيد النظام المقبور، ولازالت سلاحا بيد اذنابه.. واذا سمحنا لها ان تستشري دون إعمال الفكر وامعان النظر فاننا بلاشك ننفذ لهم مأربهم في ترويع الاهالي وتأخير عجلة البناء والتقدم.. فحذار ايها الشعب المبتلى.. حذار من الاشاعات ومن مروجيها فانها الوسيلة الاكثر تدميرا.