Monday, November 03, 2003

انتحاري.. ارهابي

لا ادري ما الذي يدفع الانتحاري الى ان يفجر نفسه في سيارة مفخخة مؤديا بذلك الى هلاك العديد من الاشخاص الابرياء وتخريب الممتلكات.. لا ادري كيف يسعى بعض الناس الى فرض منطقهم على الباقين باي وسيلة.. وهل تأمل هذا النفر الضال بمآثر السلف الصالح؟
لقد خرج الامام الحسين عليه السلام ثائرا في ثلة من اصحابه، وهو يأمل ان يلقى تأييد من ارسل اليه طالبا النجدة.. ولكنه خـُذل حين التقى الجمعان في وادي الطف، فهل كان الحسين انتحاريا؟ كلا.. لقد قال للجيش العرمرم الذي اعد للقائه: (ان كرهتموني فدعوني..) ولو فعلوا لما كانت كربلاء..
ولا يذكر التاريخ -كما اعلم- واقعة لاناس القوا انفسهم في التهلكة بداعي الحفاظ على الدين.. خاصة مع مبدأ (التقية) الذي يعتقد بوجوبه معظم المسلمين وان اختلفوا في التسمية. ذلك لان النفس الانسانية عزيزة ولا يجوز هدرها، والمجال الوحيد للتضحية بالنفس هي ساحة الوغى دفاعا عن الدين او الوطن او العرض او الكرامة..
وهكذا فان الانتحاري ليس مجاهدا.. وان زين له ذلك من يدفعه لمثل هذه الاعمال الخبيثة، ولا يقدم خدمة لدينه، بل يضره افدح الضرر.. كما انه ليس وطنيا، حيث لا يقتل المرء مواطنيه مهما كانت الاسباب.. فماذا تبقى غير لفظ الارهابي وصفا له؟ انه بالتأكيد الوصف المناسب لاناس يرفضون التسليم بحقيقة انهم لا يستطيعون اقناع الاخرين الا باجبارهم بالقوة على الاستماع لهم.. وليست تلك بالتأكيد الطريقة المثلى‍.